أهِيَ القمرُ أمِ القمرُ هِيَ

أهِيَ القمرُ أمِ القمرُ هِيَ





في غمرةِ حبها
وسلوةُ عشقها
استنشقتُ نسيمها
وأبا الفكرُ إلا ذكرها
ينشرح القلب عند التغني بها
ينحني الشموخ احتراما لها





وبينما كنتُ ألفُ لها هديةً :
هديةً صندوقها عشقي
غطاؤها صدقُ مشاعري
نفحها عطرٌ هو في الحقيقة لها
ولكنه فاح في قلبي فأهديته لها





أهديها عِقدَ المشاعر النبيلة
وسبائك الأحاسيس الوثيقة
ولو كنت أستطيع العيش بِلا قلبٍ
لأهديته لها عربون محبةٍ
ولكن فلتطمئن فإن قلبي لها
حتى وإن كان معي





وفجأةً
وإذا بدمعة الشوق تنزل من عيني بلا إستئذان
إنها دمعة الاشتياق لمحياكِ
دمعة الشوق لثناياكِ
دمعة الشوق
لم تنزل حتى تركت في القلب بصمة
لا أظنها تنفك إلا للقياكِ





وفي الوقت الذي كان شوقي لكي في قمته
ونشوة عشقي لكي تزداد
أبحرتُ بعينِ قلبي لأطالع الأفق البعيد
وإذا به متربعا في كبد السماء
يقولون بأنه القمر
لطالما تغنا به الشعراء
وتغزل به العشاق
وهمست له القلوب





أمعنتُ فيه النظر
وأشغلت به العقل
وبين هذه وتلك
إذا بهالةً تغزو الخيال
وهامة تعلوا القمم
وضياء يخطف النظر





عندها ظهر لي بأنه قمر قلبي
فابتسمت لقمر السماء ضاحكا
وأخذت أخاطبه قائلا :
إذا كنتَ جميلا
فإن الله قد خلق من هو أجمل منك في قلبي
إذا كنتَ مضيءً وتأخذ الضوء من غيرك
فإن الله قد خلق حبيبً في قلبي
استمد الضوء منه
إذا كنت عاليا
فإن في قلبي من هو أعلى منك





مالي أراك يا قمر
وكأن لسان حالك يقول وينطق بالغيرة
من حبيبٍ قد سرا بعشقه في عروقي
مثل سريان الماء في عروقة زهرةٍ جورية عطرها فاح في أرجاء ما حولها
انها حبيبتى