ستضيف مساجد دولة قطر مساء اليوم 12 محاضرة لدعاة كبار من العالم الإسلامي،
وذلك ضمن برنامج لقاء الثلاثاء الدعوي الذي تشرف عليه إدارة الدعوة
والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، حيث سيقام اللقاء بأكثر
من خمسة مواقع في الدوحة والريان والوكرة والخور وبروة السكنية.
وقال حمد بن عبدالله المحنا المري رئيس قسم الدعوة والإرشاد بإدارة الدعوة
والإرشاد الديني التابعة لوزارة الأوقاف، إنه كلما مر يوم على لقاء
الثلاثاء ووجدنا تفاعل الجمهور الكريم معه؛ شعرنا بمدى حاجة الناس إلى
الفقه والثقافة الإسلامية لتنشر بينهم، ولتعم الفائدة منها، وليتعلم الكبير
والصغير القرب من الله تعالى بفعل ما أمر واجتناب ما عنه نهى، إضافة إلى
ما يقدمه البرنامج من التواصل مع المناطق العديدة بدولتنا الفتية.
وبين أن لقاء الثلاثاء هذا الأسبوع ينطلق مع الشيخ الدكتور محمد بن حسن
المريخي متحدثاً عن أهل الأمن أصحاب الهداية، وماهية صفاتهم وكيفية وصول
المرء للفوز بصحبتهم، وأن يكون ضمن الفائزين بالأمن في الدنيا والآخرة،
مروراً بحديث الشيخ محروس بالخور عن الصيف وأحكامه، خصوصا أن قطر يغلب على
صيفها الحر الشديد، وماذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الصيف
الحار، وستقام محاضرته بمدينة الخور، وتختتم المحاضرات مع الشيخ سالم هلال
ومحاضرة عن أن الإيمان يجلب لصاحبه الخير أينما كان وفي كل أموره وأحواله.
وعن بقية الدروس والمحاضرات وأماكن إقامتها، قال المحنا ستكون محاضرة الشيخ
د. محمد بن حسن المريخي «أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ»
بجامع مصعب بن عمير (الدفنة) م.س (777)، والشيخ راضي الإسلام سالم الشهال
(ألا بذكر الله تطمئن القلوب) بجامع عمر بن الخطاب (مدينة خليفة)، والشيخ
محروس عبدالمجيد محمد بمحاضرة بعنوان «الصيف.. أحكام ووقفات» بجامع الشيخة
موزة (الخور)، والشيخ مختار بن العربي مؤمن «أمانة الوقت»، ومحاضرة مركز
معاذ بن جبل الدعوي (السيلية الشمالية) للشيخ عبدالعزيز السيد بعنوان «الذل
والانكسار للعزيز الجبار» بجامع محمد بن عبدالرحمن الزمان (السلطة
الجديدة)، والشيخ نصر الدين بلقاسم بعنوان «أَفَمَن كَانَ مُؤْمِناً كَمَن
كَانَ فَاسِقاً لاَ يَسْتَوُونَ» بجامع عبدالله عبد الغني وإخوانه
(النجمة).
كما ستكون محاضرة الشيخ بدر الدين محمد عثمان «خُذِ الْعَفْوَ وَاؤمُرْ
بِالْعُرْفِ» بجامع صالحة بنت ناصر الكعبي (الخريطيات)، والشيخ سليمان
الحوسني «كيف يكون سفرك متعة» جامع عبدالعزيز بن حمد آل ثاني (المرة
الغربية، وفضيلة الشيخ د. هاشم بن محمد المشهداني بمحاضرة بعنوان «اليوم
الآخر» بجامع عبدالعزيز بن جاسم آل ثاني (الريان الجديد)، والشيخ محمد فرج
خضر يحاضر بعنوان «مواقف إيمانية» بجامع حصة بنت سلطان بن علي السويدي
(العزيزية)، والشيخ أسامة رضوان «علو الهمة» بجامع عبدالجليل آل عبدالغني
(الوكرة)، والشيخ سالم محمد هلال يحاضر بعنوان «الإيمان جالب لكل خير»
بجامع مجمع بروة.
وكان فضيلة الشيخ موافي عزب قد ألقى محاضرة بعنوان (التغيير الأمثل) وذلك
بجامع عمر بن الخطاب بمدينة خليفة الجنوبية تحدث فيها فضيلته بداية عن فضل
الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر الله عز وجل بها
عباده وصلاته سبحانه وتعالى على نبيه وحديث النبي صلى الله عليه وسلم (من
صلى علي صلاة صلى الله بها عليه عشراً)، وأضاف فضيلته أن التغيير الأمثل هو
بداية لا بد من الالتجاء فيه إلى الله تعالى في كل أمور العبد، فيلجأ إلى
الله بسؤله من خزائنه، لأن الله خزائنه ملأى، (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ
عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ) سبحانه وتعالى، وإن كان مريضا سأل الله الشفاء قال
تعالى عن سيدنا إبراهيم (وإذا مرضت فهو يشفين) وإن كانت مشكلة لزوجه سأل
الله صلاحها قال تعالى (وأصلحنا له زوجه)، وإن كان عدم إنجاب سأل الله
الولد، فقد سأله نبي الله زكريا وكانت امرأته عاقراً فقال: (رب هب لي من
لدنك وليا) – فاستجاب الله له ووهب له يحيى، وقصة نبي الله إبراهيم عليه
وعلى نبينا الصلاة والسلام الذي وهبه الله إسماعيل على الكبر والضعف ورزقه
إسحاق من سارة وهي عاقر لا تلد، ذلك لأن الله لا يعجزه شيء سبحانه إذا أراد
أمرا فإنما يقول له كن فيكون.
وأكد فضيلته أن الكثيرين يغفلون عن الدعاء فتجدهم يبحثون يمنة ويسرة عن
شفاء للمريض من الأدوية الدنيوية، وينسون أو ينسيهم الشيطان اللجوء إلى
الله وهو الشافي، وأن اللجوء إلى الله لا يمنع أن يتداوى فيأخذ بالأسباب
ويتوكل على صاحب الأسباب سبحانه وتعالى، وقال إن من أفضل القربات إلى الله
الدعاء، فهو العبادة، وقال النبي صلى الله عليه وسلم (إذا سألت فاسأل الله
وإذا استعنت فاستعن بالله)، فالدعاء ينفع للحال والمستقبل، وليبدأ الداعي
بالثناء على الله بما هو أهله، ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم وأن
يدعو مصطحبا آداب الدعاء وشروطه، وأن لا يكون بأثم أو قطيعة رحم، ثم يختم
بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
كما حذر من الدعاء على المال والأهل والأبناء فلعل ذلك يوافق ساعة إجابة
فيستجيب الله له فيندم بعد ذلك، فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن
الدعاء على النفس والمال والأهل، وختم الشيخ بذكر بعض من قصص اللجوء إلى
الله بالدعاء، وكيف قضى الله حوائجهم لما لجؤوا ودعوه موقنين بالإجابة، وأن
الله يجيب دعوة المضطرين سبحانه وتعالى.